مدينة الخيرات -قصة قصيرة خيالية وممتعة للكاتبة عائشة احمد
قصة قصيرة خيالية |
قصة خيالية
مدينتي الحبيبة مدينه الخيرات (قصة خيالية )
اكتب قصتك الآن وأنا أرقد بين التراب شهيدا من أجلك وافتخر أن لقبي قد أصبح بعد موتى شهيد الروح....
قصتي قد تبدو غريبة بعض الشيء، فلا يستغربن منها أحد ولا يعتقد أنني أقص قصة خرافية....
في البداية...
قصة قصيرة خيالية
انظروا ها أنا ذا اسكن هناك في ذلك البيت الأبيض ،أما تلك المرأة التي تقطف الزهور من حديقة بيتي فهي زوجتي ايميلا حبيبتي ومعشوقتي....
هذا البيت الذي يبدو للوهلة الأولى كأنه بيت من الجنة ، قد بنيته أنا وايميلا بعرقنا وجهدنا بل إن جدرانه قد لوناها بقلوبنا العاشقة الملونة بألوان السعادة.... زرعنا سويا تلك الحديقة حلمنا سويا بمستقبل سعيد ،وأشهدنا علينا الورود والفراشات بأننا لن نكون إلا لبعضنا حتى وإن متنا فستتلاقى أرواحنا وتعيش سويا ..
كل ما كنت أتمناه في هذه الدنيا أن أرى ايميلا سعيدة معي.. أما هي فلم يكن يسعدها إلا أن تراني سعيدا.....
كنت أهوى الخروج للصيد كل فترة..وذات يوم ودعت ايميلا وهي تذرف الدموع... كانت لأول مره ترجوني أن أبقى ولا أذهب... كانت قلقة جدا بدون داعي... فطمأنتها وأخبرتها أنني لن أتأخر فقط أسبوعان على الأكثر..... ومسحت دموعها ونظرت إلى عينيها وأخبرتها أنني سأكون بإذن الله بخير فلا تقلقي وانتظريني وبالله عليكِ تذكريني دائما وارسلي لي رسائل بقلبك وسيرد قلبي عليكِ فابتسمي حينها ايميلا...
في تلك الأثناء بعد سفري أنا وبعض الصيادين أصدقائي...تعرضت مدينتنا مدينة الخيرات ت لهجوم من قبل بعض قطاع الطرق.....
وقد استطاعوا في بضعه ايام أن يسيطروا على المدينة.... فخطة الهجوم على مدينتنا لم تحدث بين يوم وليلة..... بل كانت هناك الكثير من المحاولات من قبل للسيطرة عليها وأقامة دولة لهم فيها....
ولأن مدينتنا مدينه تجتمع بها كل خيرات الدنيا فقد كانت دائما مطمعا للبلاد حولها.... وكانت أرضنا أرضا خصبة لزراعة الفواكه والخضر طوال العام..... كما أن بها نهر عذب لشرب المياه.... أما عن الطبيعة الخلابة فقد اشتهرت في كل البلدان أنها مدينة ساحرة يوجد بها الجبال والبحيرات والأشجار الشاهقة.... كما يوجد بها الذهب والماس....
قصة خيال |
قصة خيالية قصيرة
وصل الخبر إلينا باحتلال قطاع الطرق للمدينة.... لا أتذكر أي شيء... غير أنني في لمح البصر امتطيت جوادي وأسرعت إلى المدينة كل ما كان يجول بفكري أن ايميلا في خطر.... كان الغضب يتملكني حين تحدثني نفسي بأن ايميلا في خطر فاصرخ يا رب يا رب ياااا رب
حتى وصلت إلى البيت قرعت الأبواب بقوة مناديا ؛ايميلا افتحي الباب لقد عدت..... هيا افتحي أرجوكِ..... فلم تجد نداءاتي ولم تفتح ايميلا الباب.... فاستجمعت قوتي وبكل إصرار كسرت الباب بكتفي...
ولكن للأسف لم أجد ايميلا فيه.... ذهبت إلى الناس أسألهم هل رأيتم ايميلا؟ أين ذهبت ايميلا؟.... أخبرني بعض الناس أنها قتلت والبعض أخبرني أنها خطفت من قبل قطاع الطرق وأصبحت جارية من ضمن النساء اللواتي اتخذوهن عنوة ليستعبدوهن في ذلك القصر اللعين الذي اتخذوه مقرا لهم لرئاسة المدينة....
ذهبت إلى القصر اللعين وأشهرت سلاحي في وجه هؤلاء الحراس فقتلت منهم أربعة أو ربما قتلت خمسة لا أعلم حقا.... لكنهم في النهاية تكاثروا علي واستطاعوا أن يمسكوا بي وقيدوني ثم حملوني وألقوا بي في المياه.....
كان شعورا لا يوصف ها أنا ملقى في أعماق البحر تهبط بي المياه إلى أعماق البحار بلا حول مني ولا قوة .... كنت ما زلت أشعر بالحياة تدب في أوصالي ، والغريب انني أحسست بروح ايميلا تحملني وتأخذني معها إلى مكان يشبه البيوت المهجورة ولكنه مبنى من صخور سوداء.
مدينة الخيرات
كنت انظر حولي ابحث عن ايميلا فلا أجدها أمامي ولكنني كنت أحس بروحها ترفرف حولي فيطمئن قلبي لوجودها بجانبي...
كانت هناك بعض الجروح تؤلمني فكنت أشتم رائحه ايميلا وأشعر بتطيبها الجروح لدي...
هل أنا ميت الآن؟ لست أدري
هل ايميلا أيضا ماتت؟ لست أدري
هل هذا هو تلاقي الأرواح بعد الموت؟... لست متأكدا بالمرة
مرت أيام وأنا لا أبرح مكاني.... حتى بدأت أشفى واسترد عافيتي...
نظرت حولي لم أجد أحدا فقط حجرة من صخور سوداء ولكني لمحت على مدى نظري درج حجري ....
نزلت إلى الدرج وأنا مترقب.... لا أعلم ماذا ينتظرني هناك.... إلى أين ستأخذني نهايته لست أدري.... كانت السلالم طويلة جدا جدا حتى أن قدماي قد تيبستا.... كأنني مسافر إلى مكان بعيد مشيا على الأقدام..... كانت تلك الدرجات تأخذني إلى أسفل أسفل قاع الأرض.... حتى وجدت أمامي غرفه مغلقة اقتربت منها فوجدت الأبواب قد فتحت فجأة .... حين دخلت إلى تلك الغرفة وجدت على مدى نظري مجموعة من الشياطين هم بالفعل كانوا يشبهون الشياطين كما كان يخيل إلينا ملابس حمراء وقرون بالرأس وشكل مخيف.... لكني لم أخف منهم بل اقتربت.... فقاموا بتحيتي ثم دعوني لأجلس....كانوا يتناقشون عن أحوالهم في قاع الأرض.. لم أتدخل بينهم فقط كنت مذهولا مما أراه أمامي ومن تلك الغرفة الواسعة التي لا تستطيع معرفه أين نهايتها.... سألوني ماالذي أتى بك إلينا ... فأخبرتهم بقصه مدينتي.... مدينه الخيرات وما فعل بها قطاع الطرق وما لقيته فيها من أذى واخبرتهم عن ايميلا التي لم أكن أيقن بموتها من حياتها....
طلبت منهم المساعدة للانتقام من هؤلاء المحتلين للمدينة... أخبروني أنهم لا يستطيعون مساعدتي ولكنهم فقط يستطيعون أن يجعلوني مثلهم شيطانا له شكل مخيف وسيستمد قوته كلما قتل شخصا ما.... فبعدد الأشخاص القتلى الذين سأقتلهم بيدي ستكون قوتي..... أخبروني أن ذلك الفعل يحتاج لشهر كامل ثلاثين يوما يتم فيه كل يوم قتل شخص ما حتى أصبح شيطانا .... وأخبروني أنهم سيرجعونني إلى مدينتي لتنفيذ تلك الاتفاقية...
بالفعل وافقتهم....
وها أنا ذا عدت يا مدينتي الغالية اشتقت إلى نسيمك وعطرك الذي يجتاحني فيشعرني بالوجود....
ولكن أين مدينتي.... لا أرى غير غبار أتربة ورياح أتت غاضة فاقتلعت الزهر والزرع.... أصبحت الأرض بورا متحجرة بعد أن كانت خصبة مزهرة...
أكاد أشتم رائحه الدماء تزكم أنفي.... ياللأسفياللحسرة التي أشعر بها الآن..
ماذا فعلتم بها أيها الرعاع المرتزقة؟
ماذا فعلتم بها أيها اللصوص المتعطشة للدماء كالوحوش المفترسة؟
لستم بشراً بالتأكيد
ولكننى سأنتقم منكم جميعا لن ينعم أحد منكم بحياته منذ اللحظة
وسأنتقم لما فعلوه بايميلا حبيبتي ومعشوقتي....
كانت الناس في المدينة في حالة كر وفر ،دائما منهمكين في عملهم خوفا من ذلك السوط الذي كان يسطر على أجسادهم بالدماء علامات الظلم والقسوة.
تخفيت عن الجميع وارتديت شريطا خبئت به عيني اليمنى حتى إذا رآني أحد لا يستطيع أن يتعرف على ملامحي....
ذهبت إلى نجار واشتريت منه عربة خشبية، ثم اشتريت حمارا وبدأت أتجول في الشوارع بعربة القمامة....
كانت كلما سنحت لي فرصه لقتل أحدهم أفعل ذلك بكل هدوء وأسحبه إلى داخل العربة دون أن يراني أحد....
الغريب في الأمر أن أعداد القتلى كانت تزداد كل يوم فأسمع أن هناك أعداد أكبر مما قمت بالفعل بقتلها .... كنت أتساءل في نفسي هل هناك من ثار وقرر الانتقام مثلي لست أدري؟..
كنت استمع لحكايات الناس في الأسواق والشوارع من ظلم وقتل.. فكان قلبي يزداد غيظا وإصرارا على الانتقام فاقتل الكثير والكثير منهم...
تلك كانت حياتي في النهار
أما في الليل فكانت حياتي مختلفة تماما
كنت أذهب في الليل إلى البحر وألقى بنفسي في أعماقه حتى أصل إلى حجرتي لأجد روح ايميلا حولي ترفرف بسعادة من عودتي إليها سالما....
كنت أحكي لها ما فعلته في النهار وما وصلت إليه مدينتنا التي تنزف دما كل ليلة....
فكانت ترسل لي بأنفاسها الدافئة رسائل تحمل بين طياتها خوفا علي... فكنت اطمئنها انني لن أفرط بمدينتي ولا بها وسأنتقم من كل هؤلاء المحتلين المرتزقة
كنت أنام وأشعر بها بجانبي تنظر إلى جفناي وهما يحاولا النوم ..... فكنت اطمئن لوجود روحها بجانبي فاستغرق في نوم هادئ بعد يوم شاق طويل كان يملؤه الدم.... أما هنا بجانب ايميلا كنت أشعر بمشاعري الانسانية تعود ثانية لوضعها الطبيعي..
وجاء اليوم العاشر من الاتفاق....
توجهت إلى عربتي في المدينة.... مترقبا أي فرصة لأقتل أحدا من أولئك الأوغاد.... حين سمعت صراخ رجل كبير في السوق كان معلقا على شجرة و رجليه مربوطتان بحبل ورأسه متدلية تكاد تلامس الأرض..... وقفت بين الناس أشاهد تلك البشاعة البشرية.... وذلك المعتوه مكشرا عن أنيابه بغضب وصوت سوطه على جسد هذا الرجل يقذف في قلوب الواقفين الذعر والرعب.... كان العجوز يصرخ بأعلى صوته ؛
شاهدوا يا جبناء شاهدوا ما ستلاقونه غدا أو بعد غد.... تذكروا أنني رجل عجوز تسلب مني حياتي الان.... وينزف دمي على هذه الأرض الطاهرة.... لأنني لم أوافق أن استعبد أو تستعبد ابنتي من قبل هؤلاء الرعاع الحمقى... قتلتها لتموت شريفة شهيدة بدلا من أن أزفها إلى حيوان ليس ببشر... تذكروا تذكروا.... إن لم تستفيقوا من غفلتكم ستضيع الأرض منكم وتصبحون في أرضكم غرباء.... ثم أطلق الشهادة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم مات....
ولكن فلتعرف يا شهيد المروءة والكرامة أنني سآخذ حقك من ذلك الملعون اليوم فلتنم بسلام وتنعم بجنه الخلد بإذن الله...
تتبعت ذلك الملعون حتى دخل إلى القصر فذهبت إلى الأبواب وطلبت الدخول فمنعني الحراس ... ولكن أشار لهم من بعيد رجل أن ادخلوه فهناك الكثير من القمامة فليزيلها وليذهب....
دخلت إلى داخل القصر وأنا أبحث عن ذلك المعتوه الملعون حتى وجدته وقد اجتمع حوله بعض الرعاع من قطاع الطرق.... راقبته حتى ذهب عنهم ،وانتظرت فرصتي لأنقض عليه بيدي فأطبق بهما على رقبته وألوح بها حتى يفارق الحياة.... اقترب من العربة فترقبته... حتى دخل في ممر نظرت فيه فلم أجد أي حارس أو أحد فانقضضت عليه وكتمت أنفاسه وبسرعه أطبقت على رقبته وقتلته ووضعته داخل العربة دون أن يراني احد....
ثم خرجت بالعربة دون أن يلاحظ أحد ما بداخلها.....
#مدينة الخيرات
في تلك الفترة بدأت أسمع في الشوارع عن قيام بعض الشباب بتشكيل جمعية سرية لمقاومة هؤلاء المحتلين للمدينة... سعدت أن هناك بدأت نيران الغيرة على البلاد تتأجج في نفوس هؤلاء الشباب.....
كنت أتساءل عنها منذ شهور....ولكن ها هي بدأت.... كانوا يقيمون اجتماعات ليلي في مقر لهم.... وكانوا يقومون بتصنيع أسلحه للمقاومة من بنادق وقنابل يدوية.... واستطاعوا أن يقوموا بعمليات كثيرة أودت بالمئات من المعتدين إلى الهلاك ....
بالفعل فقد بدأت انتفاضة شباب بلدي وإن شاء الله سيقضون عليهم في القريب.....
ذهبت إلى البحر وألقيت بجسدي حتى وصلت إلى حجرتي في القاع...
وجدت روح ايميلا تستقبلني كالعادة فتبعث في قلبي الحب والاطمئنان الذين أشعر معهما بأنني مازلت انسانا بعد ما ألقاه في صباحي الدامي كل يوم....
استمر الحال هكذا كل يوم...
حتى كان ذات الصباح رأيت فيه هؤلاء الرعاع قد أمسكوا بمجموعة من الشباب وقاموا برميهم بالرصاص جميعا في آن واحد.... إنها الخيانة.... بالفعل كانت الخيانة هي السبب في قتل شباب مدينتنا الشهداء الذين ماتوا غدرا بسبب خيانة الجبناء......
انتشرت في تلك الأثناء شائعة تقول أن هناك سيدات قد اختفين من المدينة بعد أن قمن بقتل أزواجهن من قطاع الطريق الذين تزوجوا بهم عنوة وبالقوة ...
وفي المقابل انتشر القتل في المدينة من قبل هؤلاء المجرمين وحاولوا أن يسيطروا على زمام الأمور في المدينة فلذلك قاموا بمحاكمات علنيه لإخافة الناس وبث الرعب في قلوبهم.... وكان يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء....
... ذهبت إلى البحر وألقيت نفسي فيه كالمعتاد حتى وصلت إلى حجرتي
كان أول يوم لم أقتل فيه أحدا فقد كانت المدينة محاصرة والحراس في كل مكان...
لقد استعانوا بالكثير من قطاع الطرق من كل مكان.... فكنت حذرا من أن يمسكوا بي قبل أن تزداد قوتي أكثر وأكثر بقتلي منهم الكثير...
ولكن لم تستقبلني روح ايميلا كالمعتاد اليوم.. .
ترى أين ذهبت؟... ولماذا لم تنتظرني كما تفعل كل يوم؟
لم أذق طعم النوم هذه الليلة..... أين ذهبت ايميلا يا ترى ؟سؤال لم أجد له إجابة... فكرت أن أذهب إلى الدرج لأسفل... أبحث عنها ربما يخبرني أحد الشياطين أين ذهبت ايميلا؟...ولكني تذكرت الاتفاق ألا أذهب إليهم إلا بعد اليوم الثلاثون بعد أن أصبح شيطانا مثلهم ...
وفي صباح اليوم التالي ومع اقتراب اليوم الثلاثون خرجت إلى المدينة وأنا شارد العقل مشغول على ايميلا يا ترى أين ذهبت؟...
أخذت عربتي وبدأت أتجول في الشوارع والسوق.... وكلي رغبة أن أقتل اليوم أكبر عدد ممكن.... لكن ماذا يحدث هناك؟... ماذا فعلت تلك المرأة حتى يجتمعون حولها ويقذفونها بالحجر..... وتداس بالأرجل هكذا.... حكى لي أحد المراقبين لتلك الأحداث أن تلك المرأة كانت في الأساس هي من تقتل أزواج النساء وتقوم بإخفاءهم في مكان لا يعرفه أحد..... استغربت كثيرا هل يمكن لامرأة أن تقوم بقتل كل هؤلاء المجرمين...... بالطبع فالظلم يولد الكره والغل في قلوب البشر فأي رد فعل له يكون مقبولا... فمن المؤكد أن هناك قصه وراء تلك المرأة جعلتها تفعل ذلك... إنها بطلة مدينتنا، وإن كان الموت قريبا منها فأخشى عليهم أن مثل تلك المرأة حتى الموت سيخشي أن يقترب منها....
سمعت صوتا عاليا من أحد الرعاع يخبر الناس أنه بعد الغد سيكون هناك محاكمة علنية لتلك المرأة... لتكن عبرة لكل نساء ورجال المدينة...
غادرت المكان...
وأخذت العربة وذهبت أبحث عن أحد منهم اقتله واشفي غليل قلبي ،فغيظ قلبي والغل الذي أشعر به الآن لن يمحي إلا بعد أن أقتلهم جميعا بإذن الله... وبالفعل استطعت أن أقتل أكبر عدد منهم في هذا اليوم.... كانت صورة المرأة أمامي وهي تهان وتعذب ونحن نشاهد ذلك بلا حول لنا ولا قوة.... يستفز قلبي ويؤلمه....
ولكن فلينعموا قليلا فقد اقترب اليوم الثلاثون وسيذوقون جزاء ما فعلوه بمدينتي العذاب بجميع أشكاله... لقد اقترب موعد الانتقام....
في اليوم الثامن و العشرين من الاتفاق..... أخذت عربتي وذهبت إلى السوق كعادتي ....وقد أتيحت لي فرصه أن أقتل واحدا من هؤلاء الرعاع.... كان يمشي في السوق ودخل إلى منزله حاملا بيده بعض الطعام والشراب نزلت من العربة واقتربت منه وحاولت أن أطبق على رقبته سريعا ،ولكن أحدهم كان قد رآني في تلك اللحظة.... فحاولوا الإمساك بي وحاولت الهرب منهم على قدر المستطاع ولكن استطاعوا في النهاية أن يمسكوا بي..... أخذوني إلى داخل القصر وقاموا بتعذيبي بشتى أنواع العذاب... كانوا يستطيعون قتلى في لحظات ولكنهم أرادوا أن يذيقونني طعم العذاب في البداية....
وضعوا رجلي في ماء مغلي حتى احترقت وتشوهت.... أما تلك الأسهم التي وضعوها بكل جسدي بعناية ألا تخترق جسدي كله حتى لا أموت... فكانت مؤلمة للغاية ولكن كنت ابتسم دائما وأبصق في وجوههم انكم ستلقون حتفكم فقد اقتربت نهايتكم أيها الرعاع الملعونين..
أعلنوا في البلاد عن محاكمتي أنا وتلك البطلة......
ها هو اليوم الثلاثون اليوم المنتظر.....
وهاهم يعدون محاكمه علنيه لي.... يظنون أنني أخشى الموت ولا يدركون أن تلك ستكون المرة الثانية لقتلى وأني سأعود لهم.....
كان مشهدا مهيبا اجتمع فيه الكثير من الناس ليروا تلك المحاكمة بأعينهم فمنهم من كان يرتجف هلعا، ومنهم من كان يملأ قلبه الغل.....
تقدم الحرس وهم يجرون تلك المرأة بقسوة وهي ملقاه على أيديهم لا تستطيع أن تمشي جسدها كان تملؤه الدماء وتستطيع أن ترى ثقوب نخرت في جسدها يا للهول... كيف استطاعت أن تقاوم الموت إلى الآن.... خطوا بها نحو الحبل المتدلي الذي وضعوه على رقبتها وكنت بالجهة المقابلة مربوط عنقي بحبل متدلي أنا الآخر...
ولكن ما الذي أراه!!.... أحقا!!.... تلك.... ايميلا نعم إنها ايميلا حبيبتي ماذا أتى بك هنا؟....
ماذا فعلوا بك؟..... ماذا فعلوا بك؟....
وكيف لتلك الأيدي الرقيقة أن تقوم بقتل أحد... أكاد لا أصدق عيني... هل تلك تهيؤات ما قبل الموت؟... أم أنني أرى بالفعل ايميلا.... نظرت إلى وابتسمت ...فتلاقت أعيننا من بعد شهور .... ياه كم اشتقت لك ايميلا.... اشتقت إلى رؤياكِ....
أحببتك وكنا جسدا وروحا...وأحببتك وأنتِ روح حولي وكنت لك روحا.... والآن من جديد نلتقي جسدا وروحا....لنلقى حتفنا سويا.... فتتلاقي أرواحنا ثانية...
ولكن.... اعذريني ايميلا فاليوم سأكون شيطانا ولن تستطيعي أن تكوني لي...
كنا نقف أنا وايميلا ننظر إلي مدينتنا الحبيبة... ونتذكر سويا كل أيامنا السعيدة وكل ما أعطته لنا تلك المدينة من خيرات طوال سنوات حياتنا.... أعطتنا الحب والعلم، تربينا على الوفاء والشجاعة، والشرف والكرامة.... تعلمنا منها العطاء والتفاني لأجل المستقبل .... لم تعلمنا الجبن أبدا ولا الخضوع والمهانة.... هناك الآلاف يقفون الآن وقلوبهم تنتفض غلا من ظلمنا... ولكن بالفعل هم صابرون الآن ولكن سيأتي يوم وينتفضوا بالتأكيد.... وسأكون بإذن الله أنا من سيعطي إشارة بدء تلك الانتفاضة...
وبدأت المحاكمة وقاموا بشنقي وشنق ايميلا... وتدلت رؤوسنا على أكتافنا... لم ترتض أن تتدلي للأسفل فتوحي إلى من ينظر لنا بالذل والإهانة... بل ارتطمت بأكتافنا وعيوننا تنظر للسماء.....
انصرف الجميع والبعض يتمتم أو يحدث نفسه... ظلمة... كفرة... رعاع.... ماتت ومات شهيدي الروح.... فروحهما ستظل تسطر التضحية ودماءهما ستروي زرعنا سنينا.... لنتذكرهم كل حين...
وبعد مرور ساعات أحسست أنني عدت من جديد للحياة ولكن بداخلي قوة ألف رجل بل تتعدى الكثير... تحولت يداي لأجنحة عملاقة كنت أشعر كأني داخل صندوق صغير مقفل علي وكنت أحاول الخروج بكل قوه لاستنشق هواء الحياة ثانية... كانت قدماي كبيرتان...
وحين رآني هؤلاء الرعاع والناس من المدينة... فزعَوا من شكلي المخيف وأخذوا يهربون في كل اتجاه كنت التقط أجسادهم وألقى بها بعيدا فيلقون حتفهم ويتساقطون جميعا.... من قوة الضربة..
فزع الناس جميعا ،فمنهم من اختبأ في منزله ومنهم من ألقى بجسده في الماء خوفا من بطش ذلك الشيطان.. ومنهم من كان يقتل بوحشية وينتقم منهم....
ذهبت إلى القصر وحطمت الجدران بقبضتي وقتلت كل من قابلني، لم يستطع أحد مواجهتي ومقاومتي فالكل تعرف إلى وجه الشيطان وعلم أنه لا مفر من قبضة يده اليوم
كانت هناك أيضا تلك الشيطانة، ترفرف بجانبي بجناحيها وتعبر على أجساد هؤلاء الرعاع بقدميها العملاقتان فتدهسهم وتقتلهم جميعا...
إنها بالفعل ايميلا... حبيبتي
و الآن قد انتهت المعركة بعد ساعات من مطاردات وقتل ودهس.... وأصبحت الأرض كسوها الدماء والأجساد المسحوقة... دم خبيث ودم طاهر.... دم مجرمين.. ودم أبرياء.... جثث كريهة عفنة رائحتها كريهة...وجثث زكيه يفوح المسك منها.... على جثث هؤلاء وهؤلاء ستردم تلك الأيام المؤلمة سيردم الموت في أرضك مدينتي وبدم الأطهار فاستيقظي من جديد أيتها الأرض الطيبة... واطرحي ثانية رجالا يستحقون أن يعيشوا فيك..... واسكبي علينا من نهرك العذب ماء نطهر به أنفسنا المغلولة فنعود ربما كما كنا أبرياء لم نعرف الدم والقتل يوما....
لابد انكم تتساءلون عن ايميلا كيف تحولت إلى شيطانة هي الأخرى؟..
سأخبركم... لقد عقدت نفس الاتفاقية في نفس اليوم وبنفس الشروط لذا قامت بالقتل كل يوم كما بدأت أنا أول يوم.... وبالفعل فقد أصبحت شيطانة لتظل بجانبي والآن ها نحن هناك
في البحر في قاع أسفل أسفل الأرض ننزل الدرج سويا لنبدأ حياتنا الجديدة معا...
حضرنا اجتماع الشياطين وكان أول قرار لهم أن يتم عمل حفل زفاف لنا حتى نعيش سويا فتلك كانت قوانينهم، أقاموا حفلا على طريقتهم الجحيمية، وكانت الطبول تقرع من جماجم بشريه... أما ذلك البوق الجميل فقد كان مصنوعا من بقايا عظام آدمية....وبالفعل تزوجنا وعشنا في تلك الحجرة في قاع الأرض.... كنا في الصباح نخرج نستنشق هواء مدينتنا الحبيبة.... ثم نعود لحياتنا ثانية في قاع البحر... حياة أخرى بروح أخرى وجسد آخر....
وتبقى مدينتنا هي الشيء الوحيد المتبقي لنا والذي نستعيد معه أحاسيس بشرية كل صباح وننسى حياتنا الجحيمية في ذلك القاع... ربما في قصه أخرى سأخبركم عن تلك الحياة بالتفصيل
تمت
الكاتبة / عائشة احمد
شاهد ايضا
كلمات بحث مرتبطة
قصة خيالية قصيرة" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر" "قصة خيالية قصيرة بالانجليزي" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر عن القمر" "قصة خيالية قصيرة عن العدل" "قصة خيالية قصيرة عن القمر" "قصة خيالية قصيرة للأطفال" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر لغتي" "قصة خيالية قصيرة جدا" "قصة خيالية قصيرة ابطالها حيوانات" "قصة خيالية قصيرة en francais" "قصة خيالية قصيرة 3 اسطر" "قصة خيالية قصيرة 4 اسطر" "قصة خيالية قصيرة 7 اسطر" "قصه خياليه قصيره جدا جدا" "قصة خيالية قصيرة جدا جدا بالفرنسية" "قصة خيالية قصيرة جدا جدا بالانجليزي" "قصه خياليه قصيره جدا جدا لغتي الخالده" "قصة خيالية قصيرة جدا جدا للاطفال" "قصة خيالية قصيرة جدا جدا للاطفال بالفرنسية" "قصص خيالية قصيرة pdf" "قصة خيالية قصيرة للاطفال pdf" "قصص خيالية قصيرة بالفرنسية pdf" "قصة بالفرنسية قصيرة خيالية pdf" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر بالفرنسية" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر بالانجليزي" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر عن الفضاء" "قصه خياليه قصيره لغتي الخالده" "قصة خيالية قصيرة للاطفال" "قصة خيالية قصيرة بالفرنسية" "قصة خيالية قصيرة جدا لمادة لغتي" "قصة خيالية قصيرة 6 اسطر" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر للكبار" "قصة خيالية قصيرة 5 اسطر للاطفال"
يرجى الاشتراك في المدونة لكي تسطتيع اضافة تعليق ونشكركم جدا على حسن المتابعة : فريق عمل كوكب الصين